مشکلة الوعي الثقافي الجمعي رؤية تطويرية لنظريات «الذاکرة الجمعية» عند کلّ من موريس هالبفاکس ويان آسمن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد - جامعة الوادي الجديد - مصر.

المستخلص

مع نهايات الثلث الأوّل من القرن العشرين طوّر عالم الاجتماع الفرنسي «موريس هالبفاکس» فکرة مميّزة عن الطبيعة الاجتماعيّة لکلّ من الوعي الاجتماعي والذاکرة، وأشار إلى أنّ هذه الطبيعة الاجتماعية للمسألتين، قد تدفع لتصوّر ذلک التأثير الکبير الذي يمکن أن تمارسه السلطات الحاکمة عليهما. توفّي هالبفاکس في أحد معسکرات التعذيب النازيّة نحو نهاية الحرب العالميّة الثانية، وخمدت جذوة الفکرة مؤقتاً، حتّى توصّلت إليها جهود بعض العلماء الألمان، يقودهم عالم المصريات «يان آسمن» فسعوا إلى إحيائها، ومن ثمّ ظهرت نظريّة جديدة في «الذاکرة الاجتماعيّة» أطلق عليها آسمن اسم CulturalMemory، لکنّ الواضح أنّ النظريّة لم تکن قد حددت مرادها بشکل واضح من وراء تطوير أفکار موريس هالبفاکس ذات الطبيعة السياسيّة، فبدت مشوّشة مدّة قاربت النصف قرن، ما بين معاني متعدّدة تشتملها لفظة Cultural أبرزها تعاند البعدين الفنّي والسياسي أو المسيّس، ونحن هنا فصّلنا أنواع النشاطات الثقافيّة، بحيث لا يصير الخلط بين بعض منها معوّقاً عن تصوّر آثارها الاجتماعيّة المتميّزة، ومن ثمّ توصلنا لتفرقة بين ما هو ثقافة طبيعيّة قد تشتمل أثر الفنون والطبيعة المحيطة على الوعي، وبين ثقافة مسيّسة تشير إلى أثر المؤسسات الحاکمة (ليست الدولة بالضرورة) في تشکيل الوعي الثقافي للمحکومين، ومن ثمّ اقترحنا إعادة فکرة موريس هالبفاکس إلى مسارها السياسي الطبيعي قبل أن تختلط على يد آسمن بأفکاره الخاصة عن الفنون، وبالتالي وضعنا تصوّرنا لکيف يمکن أن تسهم النظريتان جميعاً في تطوير النظريّة النقديّة الاجتماعيّة، والدراسات الثقافيّة.