الکلبية الرومانية والنزعة الإنسانية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد الفلسفة اليونانية- کلية الآداب بالإسماعيلية - جامعة قناة السويس.

المستخلص

اجمع المؤرخون أن اسم المدرسة الکلبية مشتق من المکان الذى کان يُدرس فيه أنتيسثينيس مؤسس المدرسة الکلبية في ضاحية کينوسارجيس Kynosarges والتى تعنى الکلب الأبيض، هذا فضلاً عن أن أنتيسثينيس کان يُلقبُ بـ Haplokyon والتى تعنى الکلب البسيط، من حيث إسلوبه البسيط في العيش وترکه للبذخ والترف، حيث کان يتجول في المدينة متکأ على عصاه وحاملاً حقيبته (pera) التى تحتوى على زاده، مفضلاً التنقل والترحال والعيش في الخلاء دون الإقامة في منزل محدد، لاعتقاده أن العالم ملک لکل إنسان.
وتمثل هدف المدرسة الکلبية القديمة من الحياة في أن يعيش الإنسان حياة الفضيلة وفقاً للطبيعة الخيرة. وهذا يعني رفض جميع الرغبات السلطوية مثل تملک القصور الفخمة والذهب واسترقاق الناس والعنف والصراع والأنانية، والدعوة للعيش ککائنات منطقية وکائنات أخلاقية، حيث يمکن للناس أن يکتسبوا السعادة من خلال التدريب الصارم والعيش بطريقة طبيعية.
 لقد اعتقدوا أن العالم ينتمي إلى الجميع بالتساوي، وأن المعاناة والآلم ناتجان عن أحکام زائفة حول ما کان يعتقد خطأ أنه ذا قيمة وبسبب العادات والتقاليد التي لا قيمة لها والتي أحاطت بالمجتمع.
وقد احتوت المدرسة الرواقية (المبکرة- والرومانية) الکثير من أفکار المدرسة الکلبية مثل فکرة العيش وفقاً للطبيعة وفکرة المواطنة العالمية؛ وذلک لأن الکلبي کان يؤمن إيماناً راسخاً بأن العالم کله ملک للجميع، ومع ازدهار الرواقية في القرن الثالث قبل الميلاد، خضعت الکلبية کنشاط فلسفي جاد للانحدار، ولم يکن هناک إحياء للکلبية إلا في العصر الروماني. وانتشرت الکلبية مع ازدهار الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي.