الاستدلال غير الرتيب Non Monotonic Reasoning

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس المنطق وفلسفة اللغة بقسم الدراسات الفلسفية - کلية البنات - جامعة عين شمس.

المستخلص

إن مشکلة إيجاد آليات استدلال فعالة قادرة على نمذجة استدلال الحس المشترک البشرى هى واحدة من المشاکل الرئيسية للبحث والتنفيذ فى مجال الذکاء الاصطناعى.
 مؤخرا کان هناک اهتمام بمعالجة جيدة لأنساق منطقية تنتهک خاصية الرتابة. وذلک يتم دراسته من خلال سياق استدلال الحس المشترک البشرى.
ما يميز الاستدلال الإنسانى هى قدرته على التعامل مع المعلومات الناقصة. إننا نواجه باستمرار فى الحياة اليومية مواقف، حيث من المعروف أن ليس لها أدلة ذات صلة. وفى الواقع دائما ما يکون هناک ثغرات فى معرفتنا، وبالتالى لن تشل حرکتنا بسبب جهل جزئى ببعض المعارف، لذلک ينبغى أن نکون قادرين على استخلاص النتائج حتى إذا لم يکن لدينا دليل کاف ليکفل صحتهم. يبدو واضحا أن مثل هذه الاستنتاجات محفوفة بالمخاطر وقد تبطل فى ضوء معلومات جديدة وأکثر دقة.
 مع بداية عام 1980 دخل الاستدلال غير الرتيب «استدلال القفز إلى النتائج» مجال علوم الحاسب، وبدأ يؤلف مجالا جديدا للبحث الفعال. وترجع بدايته بشکل أساسى إلى أن تمثيل المعرفة واستدلال الحس المشترک باستخدام المنطق الکلاسيکى أصبحت محدودة، حيث تتسم صياغات المنطق الکلاسيکى بالرتابة، وتبدو ضعيفة وبالتالى غير ملائمة لمشکلات مثل هذا الاستدلال.
لذلک تعد دراسة الاستدلال غير الرتيب ذات أهمية کبرى فى وقتنا المعاصر، حيث إنه أداة مساعدة فى فهم کيف يمکن استخدام برمجة المنطق فى صياغة وحل مشکلات عديدة فى مجال الذکاء الاصطناعى. بالإضافة إلى أنه يستخدم کأداة بسيطة وذات کفاءة فى نمذجة لغات لمواقف حينما يکون المرء بحاجة إلى التعامل بسرعة ومرونة مع المعلومات الناقصة والمتضاربة.
وقد اعتمدنا فى هذا البحث على المنهج التحليلى الذى تقتضيه طبيعة الموضوع من تحليل لمفهوم الاستدلال غير الرتيب وما يتعلق به من مفاهيم کاللزوم القابل للإلغاء والنفى کإخفاق وغيرها.