العلاقة بين المنطق القديم ومناهج البحث.. مقاربة موضوعية في بناء البحث العلمي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بکلية دار العلوم، جامعة القاهرة.

المستخلص

ترجع أهداف وأهمية هذا البحث أن يثبت أن الصلة بين المنطقين القديم والحديث لم تنقطع بعد، وأن نقد «بيکون» ليس منصبا بالذات على المنطق الأرسطي الخالص، بقدر ما هو موجه إلى الاستعمال المدرسي له وما صحبه بالقطع من إغراق في الصورية وأن المنطق الأرسطي يمکن الاستفادة منه في بناء وإعداد الأبحاث العلمية، وذلک إذا ما قمنا بالمقاربة الموضوعية بين القواعد العلمية الحديثة لإعداد البحث العلمي مع قواعد المنطق القديم لاسيما إذا افتقدنا الأصول العلمية التي تبنى عليها طرق إعداد الأبحاث والرسائل العلمية. وبناء عليه حاول البحث أن يؤصل لبعض القواعد والأسس والمحددات التي استقرت بحسب التقاليد العلمية دون أن نقف لها على أصل ثابت فإن کان أغلبها يشير إلى الاستمداد من المنطق الحديث فإن هذا البحث يسهم في تأصليها من خلال منطق أرسطو ليثب الفرضية القائلة بأن الصلة بين المنطقين لم تنقطع وأن الاتصال سار في ثنايا المنطق الحديث على الرغم من الثورة على القديم. ووفقا لتلک المقاربة يمکن تقسيم خطة البحث إلى ثلاثة مباحث کالآتي:
المبحث الأول بعنوان المنطق الأرسطي بين حضارتين، تناولت فيه - بإيجاز- موقف الحضارة الإسلامية من المنطق وکذلک موقف الحضارة الغربية، ومبينا وجه المقاربة بين المنطقين. أما المبحث الثاني فجاء بعنوان الأسس المنطقية لبناء البحث العلمي عرضت فيه لدور المنطق في تحديد موضوع البحث عن طريق آلية إثارة السؤال من خلال المقولات العشر، فضلا عن دور التصورات في إعداد خطة البحث، وتقسيم هيکله عن طريق التقسيم والتصنيف المفيدان في جمع المادة العلمية کذلک. والمبحث الثالث عنوانه الاستدلال المنطقي ومنهجية البحث تناول مفهوم المنهج وأنواعه وهل هو واحد أم متعدد في البحث العلمي؟ وما الأبعاد الحضارية التي يشير إليها؟ والعلاقة بين الاستقراء والقياس. المبحث الرابع عنوانه المنطق ولغة البحث العلمي. عرضت فيه لأهمية المنطق في استعمال الألفاظ وضبط دلالاتها وتعريفها وتدقيق مصطلحاتها ثم خاتمة بأهم النتائج التي توصل إليها البحث.