الميتافيزيقا والمعنى عند بتنام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة بورسعيد.

المستخلص

تتمتع الميتافيزيقا بأهميةٍ کبرى في الفلسفة، وخاصةً لدى فلاسفة العلم، فمنهم من ينکرها انتصاراً للعلم، فيصبح مفهوم العلم لديهم مرادافاً لإنکار الميتافيزيقا أو الحط من شأنها، ومنهم من يؤيدها رغم تأييده للتقدم العلم، فلا يرى تعارضاً بين العلم والإيمان، وفي ظل تعدد المذاهب الفلسفية وتنوعها، وتقدم مجالات الفلسفة لتشمل فلسفة العلم واللغة، والمنطق الرياضي، خاصةً في ظل تقدم العلوم الطبيعية کالفيزياء، واعتمادها بصورةٍ أساسية على نظريتي النسبية والکوانتم، الأمر الذي أدى إلى اهتزاز دور الميتافيزيقا، وازدهار المنطق الرياضي کعلمٍ نسقي يبحث في الاستدلال، واقتصاره أول الأمر على قيمتي الصدق والکذب فقط، قبل أن يتطور هو الآخر فنرى منه منطق ثلاثي القيم، ومنطق متعدد القيم (الغائم)، فأصبح يسمى المنطق ثنائي القيمة منطقاً کلاسيکياً، أو قديماً، وکانت قضايا الميتافيزيقا قد اهتزت قبل ذلک بفترة، الأمر الذي دفع هيلاري بتنام إلى تقديم رؤيته الخاصة من منظور ميتافيزيقي لغوي فيما يعرف بميتافيزيقا المذهب الواقعي، رافضاً الصدق الذي معناه تطابق المعتقدات مع عالم الصدق المفترض، فرأى أن الماصدق يختلف من شخصٍ إلى آخر بناءً على نفسية الترکيب اللغوي، ومن ثم أصبح مفهوم الماصدق نسبياً متغيراً يدخل فيه الجانب السيکولوجي، وهو ما يؤيد تقديمه للماصدق من خلال نظرةٍ اجتماعية سماها «الجسم الجماعي اللغوي» تعتمد على بيان الفرق بين خبرة المتکلم، وما يکون عليه الشيء في الواقع.