«الاستشراق والمستشرقون» بحث نبحث فيه عن تاريخ الاستشراق وأهدافه وحسناته وسيئاته، وعن المستشرقين وطوائفهم وأعمالهم وما أصابوا وما أخطئوا فيه من أبحاث ومؤلفات، وکل ما کتب فى هذا الموضوع لا يخلو من أن يکون تمجيدا لهم مثل کتاب «المستشرقون» للأستاذ نجيب العقيقى، أو أن يکون کشفا موجزا عن أهدافهم التبشيرية والاستعمارية؛ وأهم بحث فى هذا الشأن محاضرة الدکتور/ محمد البهى. وقد أفرط منا أناس فى الثقة بهم والاعتماد عليهم والثناء المطلق على جهودهم ويمثل هؤلاء المعجبين بهم الدکتور طه حسين، حيث يقول فى مقدمة کتابه «الأدب الجاهلى»: «وکيف تتصور أستاذاً للأدب العربى لا يلم ولا ينتظر أن يلم بما انتهى إليه الفرنج «المستشرقون» من النتائج العلمية المختلفة حين درسوا تاريخ الشرق وأدبه ولغاته المختلفة، وإنما يلتمس العلم الآن عند هؤلاء الناس، ولا بد من التماسه عندهم؛ حتى يتاح لنا نحن أن ننهض على أقدامنا، ونطير بأجنحتنا، ونسترد ما غلبنا عليه هؤلاء الناس من علومنا وتاريخنا وآدابنا».