هل يمکن حصر فکر زکى نجيب محمود فى جانب الوضعى المنطقى أم أن هناک جوانب أخرى يجب تسليط الضوء عليها؟
لقد سعى هذا الأخير جاهدا إلى تطبيق المنطق العلمى فى التفکير وتجسيد هذا الأخير فى مجتمعنا العربى، وفى هذا السياق حاول زکى نجيب محمود من خلال إنتاجه الفکرى استعمال الوضعية المنطقية فى قراءاته ودراساته التى بنى بها سرحاً جديداً يرسم الوجه الجديد لکل عمل عقلى أو نظرى من أجل إثراء المدارس الفکرية العربية،من خلال إرساء معالم حضارية جديدة معصرنة وعدم الانغماس بذواتنا فى الماضى کى نتعامل مع واقعنا وتراثنا؛ لنتمکن من نقل المجتمع نقلة نوعية تحقق له الصحو ومواکبة روح العصروالعصرنة. ولکن البيئة الثقافية العربية التى عاش فيها زکى نجيب محمود تختلف من حيث الواقع والتطلعات عن البيئة الأوروبية، وذلک أن الفرق يتمثل فى ضعف التمکن الحضارى فى الواقع العربى وإهمال أمهات القضايا مما جعل مفکرنا يبنى سرحاً جديداً ويحدث اختراق فى واقعه من خلال النسيج الفکرى المحبوک الذى أبدع فيه الدراسة للواقع العربى.