رمزيه الموسيقى الروحيه لفن الرقص الکونى لدى جلال الدين الرومى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کليه الاداب - جامعه کفر الشيخ

المستخلص

يُعَد جلال الدِّين الرُّوميّ (604ه- 672ه) عَلَمًا شامخًا من أعلام الفِکْر والتصوُّف، وأحد أهم وأعظم الشُّعراء الصوفيين، الذي اتجه بقلبه وعقله ورُوحه وکل جوارحه إلى العِشْق الإلَهيّ، فأصبح أيقونةً لکل العاشقين والمؤمنين، فقد تميَّزت أشعاره بنزعةٍ فلسفيَّة وجوديَّة خاصة تحتوي على الکثير من التجلي الرُّوحيّ واضعًا بداخلها جماليَّات الصوُّفيَّة وروحانيتها بأسلوبٍ مميَّزٍ، فغَدَت أعماله مُتداوَلة ومنتشرة على مستوى العالَم أجمع، فکان من الطبيعيّ أن تستمع إلى قصائده في دور العبادة أيًّا کانت الدِّيانة، فاحتل بها مکانة مرموقة قلما احتلها فقيهٌ في تلک الحقبة، فاجتذب المريدين إليه من مختلف الانتماءات بفضل اتِّباعه تعاليم الإسلام السمحة وبلاغته ومرونته في التعامل مع الآخر.
کما ربط الروميّ أشعاره بالموسيقى الصوفيَّة، وبذلک جمع بين البُعد الرُّوحيّ والجماليّ، فکان امتزاج فَنّ الشِّعْر مع فَنّ الموسيقى، والأداء المتميز هو الهدف الذي يسعى إليه لغرس محبة الله في قلوب مُريديه، وليسموا الرومى بهما إلى الرُّقي بالأرواح. فعن طريق الموسيقى الرُّوحيَّة تتعرَّف على الله وتتعلَّق به، فتذوب في معيَّته ثُمَّ تعود مرَّة أخرى إلى الواقع ولکن بصورةٍ مختلفة عما کنت عليها من قبل.
إن الذَّات الإنسانيَّة لدى الرُّوميّ لم تجد أمامها إلا "الرَّقْص الصُوفيّ" طريقًا لکي تصل إلى المعشوق الأوحد والأزليّ، ألا وهو الله ، لأنک وأنت بحوزته تتخلَّص من الحقد والکراهية والغضب. ومن خلال استخدامه للرمزيَّة التي حاصر بها الکَوْن وَجَدَ أنه لا يعرف أسرارها إلا بعد معرفته بالحُبّ الإلَهيّ الذي ارتقى به إلى مرحلة التجرُّد، فتجرَّد من کل ما هو جسديّ وسمت رُوحه عن کل ما هو ماديّ.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية