التصوف طريقة للعلاج في فكر إدريس شاه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب- جامعة الإسكندرية

المستخلص

يعد التصوف بمنزلة فلسفة تدعو إلى نشر المحبة بين الناس، والعبادة، والاتصال الروحي بالله؛ فهو المظهر الروحي للدين، فضلًا عن كونه طريقًا خاصًا في الحياة؛ ومن ثم جاءت حاجتنا إلى المنهج الصوفيّ؛ للتغلب على أزمة عالمنا المعاصر الذي طغت عليه المادية؛ فالإنسان يحتاج إلى حياة روحية يحياها، ومن هنا تأتي أهمية دراستنا للمفكر الصوفيّ الأفغانيّ المعاصر "إدريس شاه" (1924- 1996م)؛ الذي ارتكز فكره حول شرح الأفكار والأفعال الصوفية بشكل علاجيّ إصلاحيّ وَفْق صلتها بالعالم المعاصر، وليس دراسة جامدة للنظريات والبحوث التي تدور حول الفلسفة الصوفية، وقد استخدمت في هذا البحث منهجيّ: التحليليّ، والنقديّ.

ويهدف لنا هذا البحث الكشف عن حقيقة التصوف في فكر إدريس شاه، بوصفه وسيلة علاجية إصلاحية؛ فالصوفية أصبحت علاجًا للمعاصرة، وما يتعلق بها من آثارها المادية؛ وعليه فالتصوف وثيق الصلة بالعلاج؛ ولكن لا يمثل الصوفيّ الشخص الذي لديه الكرامات والمعجزات، فهذه أمور عارضة، بل هو المدرك للواقع الحقيقيّ؛ ومن ثم فمعرفته تجمع بين النظرية والممارسة؛ وهنا تأتي أهمية الإرشاد الصوفيّ؛ لتحقيق توافق المرء وتوازنه؛ وعليه فالصوفية لا تتعلق بطائفة معينة في المجتمع، بل إنها فطرية في النفس الإنسانية؛ ومن ثم فالتصوف ليس سوى الحياة الإنسانية نفسها؛ ولذلك جاءت حاجة المجتمعات إليه؛ كما أنه ارتبط بعلم النفس، عن طريق تناغم وتوافق الشخص الصوفيّ مع الواقع؛ ومن ثم كان للتصوف دورًا في علاج بعض آفات النفس كالكسل والتقاعس، والغرور، والأنانية، والطمع ... وغيرها من الآفات؛ فعن طريق قيادة الذات؛ والمعرفة الصحيحة بالأمور يمكننا مواجهة ذلك، وهذا ما هدفت إليه التعاليم الروحية للصوفية من تحسين وعيّ الفرد والشعور بالطمأنينة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية