الاستشارة الفلسفية والعلاج الذاتي حالة "جون بنيان"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

الاستشارة الفلسفية والعلاج الذاتي

حالة "جون بنيان"

د. أحمد الأنصاري

الاستشارة الفلسفية ليست جديدة في الفلسفة. والواقع أن وظيفة الفلسفة الأساسية تهدف إلى مساعدة الإنسان على إدراك الحقيقة، وتحقيق السعادة، ومعالجة المسائل المحيرة التي يواجهها الإنسان في حياته. فاهتم مبحث الوجود بالإجابة على الأسئلة المتعلقة بعلاقة الإنسان بالعالم والآخرين والآلهة. وتناول مبحث المعرفة كيف يعرف الإنسان وأدوات الإدراك، ومبحث القيم بمعاني الخير والحق والجمال. وظهرت الفلسفات الاجتماعية التي تحلل علاقة الإنسان بالآخر والمجتمع وبكيف يحقق سعادته ورؤيته للعالم. وبهدف النظر عن تعدد المذاهب الفلسفية واختلافها في تناول المشكلات ومعالجتها، إلا أنها تصب كلها في محاولة مساعدة الإنسان على معالجة مشكلاته النفسية والاجتماعية، وتغيير نمط حياته الذي يدفعه للتقدم والتطور.

كانت الفلسفة تسجن نفسها في مجموعة من المصطلحات المعقدة الصعبة ولا تسمح بالاقتراب منها إلا لمن كان محباً للحكمة أو كما كتب "أفلاطون" على باب الأكادمية، لا يدخل هنا إلا من كان رياضيا. بل لم يسمح "لأفلاطون" نفسه بدخول معبد من معابد الفراعنة طلبا للعلم، ومطالبته بالحصول على مزيد من معرفة العالم قبل الدخول. بدأ الفلاسفة المعاصرون خاصة بعد الحرب العالمية الثانية الاتجاه نحو تبسيط الفلسفة، ومزجها بالأدب حتى يستطيع القارئ معرفة مبادئها وأسسها. خاصة بعد تشكك الإنسان في كل معتقداته ورؤيته للعالم والآلهة ودورها وعلاقته بالآخرين، وفقدانه الثقة في نظمه الدينية والفكرية ومعتقداته التي دفعت إلى هذه الحرب وما نتج عنها من دمار وتخريب. اتجهت الفلسفة لدراسة مشكلات الحياة اليومية، ونزلت من السماء إلى الأرض. تناولت الفلسفة الوجودية ما يشعر به الإنسان من قلق وخوف ومشكلة حريته وقدرته على الاختيار وما يترتب عليها من شعور بالمسئولية والندم.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية