الفلسفة كعلاج للعقل العربي: في الوظيفة النقدية للفلسفة وممكنات بنائها في الأفق العربي/ الإسلامي الشرقي (دعوة للحضور الفلسفي والخروج من طور الاستهلاك)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدراسات الفلسفية – كلية الأداب - جامعة عين شمس - مصر.

المستخلص

كما يوضح العنوان فإن الدراسة لا تعني بتعريف الفلسفة وتحديد طبيعتها بقدر ما تعني بوظيفتها النقدية وما تفرزه من واقع متزن قادر على فهم أزماته ومواجهتها، فتاريخ الفلسفة يفضي إلى أنها تميل إلى عدم التحديد عادة، وأتفق مع هيجل في تعريفه للفلسفة بأنها"عصرها ملخصا في الفكر" فالفكر عادة مردود للواقع المعاش ومحاولا فهمه وتجاوز أزماته، والانتباه إلى الوظيفة النقدية للفلسفة يمثل أحد مطالب العقل العربي الذي أضحى يعتبر الفلسفات الغربية معلومات وحقائق علمية يقف على دراستها وتناقلها بشكل يفقده حيوتها البيئية التي نشأت فيها، فيمكن القول أن مشكلة العقل العربي -في جزء كبير منها- تتمثل في غياب التساؤل، والنمط الفلسفي في التفكير والذي أول سماته النقد، فغياب النقد يعني الرتابة والتكرار والاستبداد على كافة مستوياته، كما أنه يفضي إلى التبعية والاستهلاك كونه في الأخير يعاني من شلل شبه تام وغياب شبه كلي عن حالات الانتاج المختلفة. ويظهر الاستهلاك ولا سيما الاستهلاك الفكري في استقبال العقل العربي/ الشرقي الإسلامي للأفكار الغربية بكثير من الانبهار الخالي من النقد إلى ذلك الحد الذي يجعل منها حقائق كونية أو معلومات علمية صحيحة تماما (بالرغم من أن العلم المعاصر ينظر بالشك والريبة أكثر من الثقة المفرطة التي كان عليها مسبقا ويعد هذا معبرا عن بدائية أدوات العقل العربي/ الشرقي الإسلامي) والفلسفة معروفة بحيوتها ورفضها للنمطية، فالفلاسفة والمشتغلين بها متفقين على أنها ليست علما يتم تعليمه وتناقله كمعلومات، بقدر ما هي وسيلة لامتلاك أدوات التفكير، فما تقدمه الفلسفة هو تاريخ العقل لمواجهة أزماته وبناء آليات التفكير. وعلى خلاف طبيعة الفلسفة ووظيفتها النقدية ذات الطابع الثوري أصبحت تُعلم في السياق العربي/ الشرقي الإسلامي بشكل تقليدي إلى حد غير قليل وكأنها طرد ينقله المعلم إلى الطالب، وهو أمر يفضي في نهاية الأمر إلى غياب التساؤل والتفكير العلمي والمنطقي.

الموضوعات الرئيسية