"الرواقية اليوم" مقاربة فلسفية لإشكالية النظر والتطبيق في الفلسفة اليونانية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الفلسفة المساعد كلية الآداب جامعة الإسكندرية.

المستخلص

توصف الفلسفة بصفة عامة، والفلسفة القديمة بصفة خاصة بأنها بحث ميتافيزيقى مجرد يتجه إلى ما وراء الواقع المعيش، وتتناول أفكاراً وأراءً لا تمت إليه بصلة، وعادة ما يوصف الفيلسوف بأنه يعيش فى برج عاجى لا ينشغل بأمور الحياة ولا يقوم بدور مؤثر فى المجتمع، ظلت هذه الرؤية ملازمة للفكر الفلسفى منذ ظهوره على أرض اليونان ومع أول فلاسفتها – طاليس- الذى تعثرت قدماه لانهماكه العقلى فى البحث عن أصل الوجود، فما كان ممن حوله إلا الاستهزاء والسخرية منه وما زالت هذه السخرية قائمة حتى الآن – على الأقل فى مجتمعاتنا العربية.
بدأت فى الآونة الأخيرة فى العالم الغربى ظاهرة آخذة فى النمو والشيوع،  وهى التأكيد على أن الفلسفة ليست حكراً على تلك المقارعات الجدلية والاصطلاحية بين الأكاديميين والباحثين، وإنما يمكن للفلسفة أن تندمج فى الحياة ومتطلباتها، بل وبدأت الاستفادة العملية من آراء وأفكار بعض الفلاسفة؛ إما فى صورة استشفاء روحى وعقلى ونفسى، وإما فى صورة استشارة فلسفية تضمن التكيف والموائمة والفهم الموضوعى للظواهر والحياة والموت، وإما فى صورة ما نطلق عليه اليوم التنمية البشرية، أى محاولة إثراء الوعى الذاتى والتأكيد على قيم الحياة و إيجابيتها والإرادة الفاعلة فيها.
وتتمثل إشكالية الدراسة: فى البحث عن مدى إمكانية إحياء واستدعاء الأفكار الفلسفية القديمة والعميقة وتطبيقها بوصفها فلسفة حياة، وهل يمكن للفلسفة –القديمة،تحديداً، والتي غالباً ما يقال إنها لم تعد صالحة لهذا الزمان، بل عفا عليها الدهر وتجاوزها تماماً- هل يمكن أن تثمر في تغيير الواقع المعاصر.وهل تتوافق تلك الأفكار وتتناغم مع طبيعة هذا العصر التجاري الاستهلاكي

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية