النمو الروحي والطمأنينة الوجودية (دراسة تأويلية للعلاج بالفلسفة.. كيركجور نموذجا)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد الفلسفة الحديثة والمعاصرة، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية.

المستخلص

إن المهمة الأساسية للفلسفة هي تنمية القدرة على الحياة، وتحقيق النمو الروحي والذي يعني تحقيق ذاتك، وإيجاد هذه الذات ، بل وإعادة اكتشاف هذه الذات، علاوة على أن موضوع الفلسفة ليس هو العالم، ولكن رؤيتنا للعالم، إذ إن غاية الفلسفة تنمية قدرتنا على العيش الجيد، وإصلاح الكينونة، بناء على الوعي الذاتي، وتحقيق الذات بمعناها الروحي. فإذا كان النمو إجمالًا حاجة حيوية لدى كل الكائنات، فإن النمو الروحي هو الحاجة الأكثر إنسانية. وهنا يكون دور الفلسفة في تذليل العقبات أمام النمو الروحي للذات، والنوع البشري. وهذا يرتبط بما نسميه اليوم بالعلاج الفلسفي، مما يساعدنا على تحقيق هدفنا المنشود. إذ يترتب على هذا العلاج الفلسفي تغيير مفاهيمنا. فنحن لا نفكر بواسطة اللغة فقط، ولكن بواسطة المفاهيم، وإعادة صياغة هذه المفاهيم، وذلك للنجاة من سطوة مشاعر الخوف والغضب والحزن، من أجل الشعور بالسلام والسكينة والطمأنينة الوجودية (الأتاراكسيا) التي ترشدنا كيف نعيش الحياة على نحو جيد. ولذا فإن الأتاراكسيا تشمل معاني التوازن النفسي، اطمئنان القلب، سكينة الروح، السلام الداخلي، الطمأنينة، أو بالأحرى الطمأنينة الوجودية التي تتحقق في وجود النمو الروحي. ونقصد بالطمأنينة الوجودية تحقيق الذات في تفاعلها مع الآخر، في لغة مشتركة من الحوار والتعايش وتحقيق نوع من التوازن المشترك والذي ينعكس على الأشخاص وعلى المجتمع بل وعلى الحضارة، وهنا يظهر مدى ارتباط النمو الروحي بالطمأنينة الوجودية، بمعنى أن تحقيق الذات واكتشافها يحمل بُعداً من النمو الروحي والسلام والتوازن النفسي، ومن ثم تحقيق قدرة الإنسان على العيش الجيد.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية