دور الفلسفة الإسلامية في التفاعل الحضاريّ عند المستشرق هانز ديبر

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الفلسفة الإسلامية بقسم الفلسفة- كلية الآداب- جامعة الإسكندرية - مصر.

المستخلص

التفاعل الحضاريّ معناه التأثير المتبادل بين الحضارات عبر التاريخ، الذي يتمثل في تبادل الأفكار، والثقافات، والعلوم، والفنون؛ ومن ثم يسهم في تعزيز التعاون الدوليّ وتدعيم السلام العالميّ، كما يسهم في تحقيق الثراء الثقافيّ والمعرفيّ؛ ومن هنا جاءت حاجتنا إلى الحوار الحضاريّ؛ من أجل بناء مستقبل أفضل للإنسانية، وقد اتضح دور الفلسفة الإسلامية في التفاعل الحضاريّ، بعد تأثرها بالتراث الفلسفيّ اليونانيّ السابق، وتأثيرها في الحضارة الغربية التي جاءت بعدها، عن طريق الترجمات من العربية إلى اللاتينية، وبعض اللغات الأوروبية الحديثة؛ ومن ثمَّ حق لنا أن نقول إنها لعبت دورًا مهمًا في تاريخ التقدم الإنسانيّ في الميادين كلها العلمية، والثقافية، والفكرية؛ مما يدل على أهميتها في التفاعل الحضاريّ، ومن هنا أيضًا تأتي أهمية دراستنا للمستشرق الألمانيّ "هانز ديبر" Hans Daiber (1942م- ومازال حيًا)؛ الذي يعود إليه فضل جمع أكثر من 367 مخطوط إسلاميّ، واشتغل بمجالات فكرية عدة، أبرزها الفلسفة الإسلامية، وأوضح أهميتها في التفاعل الحضاريّ، بوصفها أفضل مثال على حوار متعدد الثقافات، وعرض ذلك في مؤلفاته الرئيسة، التي منها: (الفكر الإسلاميّ في حوار الثقافات)، و(من اليونان إلى العرب وما بعدها)، الذي يتكون من خمسة مجلدات ... وغيرها. وقد استخدمت في هذا البحث المنهجين التحليليّ، والنقديّ.
وهدف هذا البحث الكشف عن دور الفلسفة الإسلامية في التفاعل الحضاريّ في تصور المستشرق "هانز ديبر"، وكيف شاركت الفلسفة الإسلامية في الحوار بين مختلف الثقافات عبر العصور، وكانت جسرًا معرفيًا بين الماضي والحاضر، ودورها المحوريّ المهم في العصور القديمة والوسطى الأوروبية، ثم كيف اتسعت معرفتنا بها بعد تحقيق مجموعة كبيرة من النصوص العربية، والدراسات الأوروبية والعربية واسعة النطاق حولها، بكثرة تستعصي حتى على الإحصاء. وهذا كله يدل على استمراريتها، وأنها تعني ممارسة التفكير الإبداعيّ، وتدريب العقل على فهم المناهج التي تظهر عبر الزمن، وتحقيق التفاعل بين العقل والدين، ومن هنا تأتي أهميتها العالمية والحضارية.


الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية