تأملات في الأزمة الحضارية العربية المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مرشح للدكتوراه، جامعة الزاوية، ليبيا.

المستخلص

إن من حكمة الله أنه خلق الإنسان وميزه بالعقل عن غيره من الكائنات، كما سخر له الطبيعة ليتأمل ويفكر ويشُبع رغباته العقلية والنفسية ويبحث عن ملاذٍ آمن يسعده، فهو الكائن الوحيد الذي بنى الحضارات وشيد العمارات والمدن، غير إنه أمام هذا الوجود الفسيح ازدادت حيرته وتفاقمت تساؤلاته، فتوالت الحضارات وتعددت مشاربها وتنوعت مظاهرها فاحتدمت الصراعات بينها، فاحتاج إلى شريعة تنظمه وتُسدد توجهاتها، فجاءت الحضارة العربية الإسلامية وبنت تقدمه على قواعد الدين والأخلاق، بينما بنى الغرب تقدمهم على التقنية و القوة و السيطرة.
إن الحضارة العربية الإسلامية ازدهرت في وقت الذي كان فيه الغرب غارقًا في ظلام الجهل والأمية، وقد وجدوا طريقًا للغلبة والسيطرة والتفوق على الحضارة العربية الإسلامية، وإخضاع العرب والمسلمين لهم وبسط سيطرتهم.
وبالتالي أصبحوا عاجزين على النهوض ومواكبة ما وصل إليه الغرب، فأزمة العرب المعاصرة تتمثل في عدم قدرة العرب على مواكبة التطورات الحديثة، وهم بذلك ظلوا عاجزين عن تحقيق وحدتهم القومية.  فالأمة العربية في الحاضر تعيش تشتتاً فكريًا، فتتمثل إشكالية البحث في الإجابة عن السؤال التالي: ما هي أزمة الحضارة العربية المعاصرة؟ وما هو المبدأ الذي يقوم عليه التفاعل الحضاري؟ وتكمن أهمية البحث في محاولة معرفة أسباب الأزمة الحضارية العربية المعاصرة ومعرفة مدى أهمية التفاعل والتواصل الحضاري، لدا انتهجت الباحثة المنهج التحليلي والمنهج الوصفي لوصف الحضارة العربية المعاصرة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية