مبادئ الطب التطوري: منظور تطوري للصحة والمرض

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ فلسفة العلوم المساعد قسم الفلسفة، كلية الآداب جامعة القاهرة، مصر.

المستخلص

يركز شق كبير من الطب على فهم عِلّيّة المرض القريبة والمسارات المباشرة المؤدية له، فمن شأن هذا توضيح كيفية الوقاية منه والتدخل عند وقوعه. ولكن هناك مستوى تحقيق قيم أبعد يخص الأسئلة المتعلقة بعلل ظهور المرض من الأساس، ولِمَ أفراد معينين عرضة لخطر أكبر، ولِمَ لا يمكننا التكيف بسهولة مع مواقف معينة بشكل صحي. ويسعى هذا المستوى التطوّري من الاستجواب إلى فهم العلل القصوى البعيدة للصحة والمرض. ويحقق مجال الطب التطوّري، المؤسس بشكل رسمي في أوائل التسعينيات، في العلل التطوّرية للأمراض والاضطرابات البشرية المعاصرة، وكذلك تأثير الظروف المعيشية المتغيرة والحداثية على الصحة والمرض. لقد أنشئ الطب التطوّري عن قصد كحقل متعدد التخصصات، وكانت حجة مؤسسيه واضحة للغاية؛ البشر وأمراضهم نتاج التطوّر، ومن أجل فهمها وعلاجها بشكل أفضل، يحتاج الطب إلى الاشتمال على المنظورات التطوّرية. من الناحية المفاهيمية كانت الحجة سهلة المتابعة ومقنعة للغاية، لكن الممارسة الفعلية والعملية مسألة أخرى.
وتناقش هذه الدراسة تاريخ الطب التطوّري ومبادئه الرئيسة. كما تتعرض لمشكلات تطبيقه داخل الطب ومزاياه أيضًا. فهناك مَن ذهب إلى أن التفسيرات القصوى البعيدة لا تخدم الأهداف التدخلية الخاصة بالممارسة السريرية. إنها تخمينية للغاية وتكيفية متطرفة غير قابلة للتكذيب بشكل مجحف، إذ لا يمكنها إعلام التفسيرات الطبية وإفادتها؛ لأن دورها في التشخيص السريري لا يزال غير مؤكد، وعرضة للشكوك. ولذلك جاءت هذه الدراسة باستخدام المنهج التحليلي النقدي لفحص افتراضات الطب التطوّري الأساسية وتطبيقاتها. وتخلص هذه الدراسة إلى أنه على الرغم من كثرة تحديات ذلك التطبيق الميثودلوجية؛ تحظى هذه المبادئ بأهمية كبرى عند فهم كيفية عمل الجسد والأصول التطوّرية لقابلية الإصابة بالمرض، وعند قيامها بدور الأداة الاختبارية الفرضية للعلل والعلاجات.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية